يشكل القرار الظني للمحكمة الدولية إجتياحا جديدا للبنان بإ سم العدالة ويغتال الرئيس الحريري مرة ثانية لأنه يغطي القتلة الحقيقيين ويغتال لأمنفي لبنان.
ففي العام1982 اجتاحت إسرائيل لبنان بحجة الثأر لسفيرها الذي لم يقتل بعد حادثة اغتياله المزعوم في لندن، واحتلت العاصمة بيروت وكان الهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وإخراجها من لبنان وجر لبنان إلى قطارالسلام بإتفاق 17أيار ليشكل ثلاثية القضاء على القضية الفلسطينية بعد إتفاقي كامب ديفيد ووادي عربية)
وقد يظن البعض إلتباسا أو عمدا بإننا ضد العدالة أو ضد كشف حقيقة من اغتال الرئيس الحريري وهذا افتراء وتجن على الوطنيين والمقاومين فنحن مع العدالة لكشف الظالم ونصرة المظلوم المتمثل في الرئيس الحريري ولبنان،ولكننا ضد إعطاء الظالم فرصة أخرى ليظلم من جديد ويقتل من جديد كل من يعارضه سياسيا وعسكريا ويناهض مشروعه الاستعماري في الشرق الأوسط.
ويبدأ الشك في مبدأ نصرة أميركا للعدالة فكيف يمكن أن نصدق الجهد الأميركي لكشف الحقيقة ونصرة العدالة في قضية الرئيس الحريري وهي التي ترتكب المجازر في العراق وأفغانستانوتشرع الاغتيال السياسي خارج أراضيها لكل معارضلهاوتقاتل بسلاح(الفيتو)ضد كل إدانة للإجرام الإسرائيلي وتغطي كل الإنتهاكات لحقوق الإنسان في العالم وعلى أراضيهاطالماأن الفاعل حليف لها.
كيف يمكن أن نصدق بسذاجة البسطاء أن أميركا وحلفائها المتربعين على عرش إستعماري وقوده ملايين الشهداء من الوطنيين في الجزائر والوطن العربي والعالم قد لفحتهم العدالة وسموها في لحظة عابرة من تاريخهم المتخم بالمجازر واستباحة القيم الدينية ومحاصرة المسلمين ...بأنهم صادقون لمعرفة من قتل الشهيد الحريري وهم يعرفون من قتل الأطفال في قاناويعرفون من قتل النساء والأطفال في صبرا وشاتيلا وغزة ومدرسة بحر البقر ومن قتل الأطفال والنساء في ملجأ العامرية في العراق ولكنهم لا يطالبون بالعدالة ،لأنهم القتلة ولأن الضحايا عرب ومسلمين من العالم الثالث.
نحن نريد الحقيقة لأننا نعتقد بأن القاتل والمخطط والمستفيد هي أميركا وإسرائيل وحلفائها نريد الحقيقة بلا تزوير وبلا مستندات من المخابرات الإسرائيلية والوحدة8200 كما تدعي إسرائيل ولم تنكره المحكمة الدولية.
نريد الحقيقة من صور الأقمار الصناعية الأميركية وغيرها من الأقمار الغربية والتي لم تتعاون مع المحكمة الدولية ولم تعطها ال صور والمعلومات بلاعطتها الشهادات المزورة وشهود الزور المحصنين بالحماية الدولية والإقليمية لاغتيال العدالة وطمس الحقيقة .
المحكمة لا تريد اتهام إسرائيل والتحقيق معها ولا تريد التحقيق في الخروقات الإسرائيلية للإتصالات ولا تريد محاكمة شهود الزور ولا تريد كشف الشهود وهوياتهم ،وتريد محاكمة المتهمين غيابيا وكأنها محكمة عسكرية ميدانية لإعدام المقاومين في ساحة المعركة والمواجهة بسلطة قانون القوة وليس قانون العدالة.
وليس ذلك غريبا عن أبطال سجن أبو غريب وغونتانامو ومعتقل أنصار والسجون الإسرائيلية وسجون المستعمرين الفرنسيين والربيطانيين لكن الغريب والعجيب أن يسارع بعض اللبنانيين التصفيق للعدالة المزورة وينصبون المشانق للمتهمين مهما كان الشطط القانوني والأخلاقي لأنهم أتباع ومأمورون ام متآمرون كماكان بعضهم في الحرب الأهلية وتعامل مع الإسرائيليين في اجتياح عام 1982.
الوقت لا يزال متاحا أمام العقلاء في لبنان ، لمنع الفتنة التي ستولد من رحم القرار الظني وهو حمل خارج رحم الشرق الأوسط الجديد و طفل أنبوب العدالة المغتصبة.
فلنتحد لمنع الفتنة وولنعمل لكشف الحقيقة للإقتصاص من المجرمين القتلة لإنقاذ لبنان من الحرب البديلة التي يحضرهاالأميركيون والإسرائيليون كما حصل عام 1982 لإخراج المقاومة الفلسطينية وهم يحلمون بإخراج المقاومة من لبنان فالفارق كبير ،فالمقاومة هي الشعب والجيش و ليسوا ضيوفا أولاجئين والمقاومة أقوىوأكثر مناعة وقادرة مع الجيش لمنع الفتنة وهزيمة المقاومة ،فكما كانت الانتصارات منذ العام 1982 حتى 2006 ،سيسقط القرار الظني والفتنة أمام أقدام الوطنيين في لبنان .